الاثنين، 11 مارس 2013

عماد الدين نسيمي.. شاعر وثلاث حضارات


وقد ترك (الحروفيون ) في القرن الخامس عشر الميلادي اللغة الفارسية، وبدأوا باستعمال اللغة التركية، حيث كتب نسيمي في هذه الفترة ديواناً مع رسالة (مقدمة الحقائق) شرح فيه تفاصيل المعتقدات الحروفية، كما أثارت قصائده باللهجة التركمانية (وهي خليط من لهجة الأناضول واللهجة الأذربيجانية) أصداء واسعة في صفوف المتصوفة والأوساط الدينية. حيث دعا فيها نسيمي الإنسان إلى معرفة ذاته، على اعتبار إن أسرار الكون وأسرار الخليقة تتجلى فيه.

... 

ويروى المؤ رخون أن نسيمي قد تم إعدامه في مدينة حلب 1417م التي كانت تابعة لحكم المماليك؛ وسبب ذلك أنه كان يترنم شعراً مغايراً لأصول الشريعة في تلك الفترة،  ويقال أن شاباً كان يترنم بشعره حكم عليه بالإعدام، فلما سمع الشاعر ذلك سارع الى ساحة الإعدام صائحاً أن الشعر له وليس للشاب وأنه بريء؛ فأجمع العلماء وأعلنوا كفره وأفتى المفتي بسلخ جلده وهو حي من أعلى الرأس الى أخمص القدم، وعندما علم بأنه سيقتل لم يدافع عن نفسه وقبل الموت برحابة صدر، فسلخ جلده وهو حي، ودفن في المسجد الذي لا يزال يحمل اسمه حتى اليوم أمام قلعة حلب.