الخميس، 21 مايو 2015

حق أذربيجان في تبديل شركاء على خلفية تمييز الغرب بين خير الانفصاليين وشرهم - تحليل

يتطور التعاون الاقتصادي بين أذربيجان وفرنسا في السنوات الاخيرة تطورا سريعا بما فيه وضع مشاريع مشتركة وتقوّي التعاون في الطاقة وزيادة عدد اتصالات سياسية ويكسب التعاون مع فرنسا لوجهين اثنين واولهما ان فرنسا احدى الدولتين الاثنتين الرائدتين للاتحاد الاوروبي لوزنها السياسي والاقتصادي وثانيهما ان فرنسا تتمثل في الرئاسة المشتركة في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا وان باريس تمثل في هذه المجموعة عن مصالح اوروبا قاطبة . وعلى الرغم من ذلك لم تتغير نظرة فرنسا خلال هذه السنوات الى حل صراع قراباغ الجبلي كما ما من موقف عادل لها من القضية . وبالعكس فلكل ناظرٌ الان ان يجد كما كان سابقا علاماتٍ سافرة توالي للارمن في سياسة بارس حيث ان الساسة المتولين السلطات في فرنسا ما يخرجون عن تأثير اللوبي الارمني ويعدون بوعود مختلفة لاكتساب اصوات الناخبين الارمن فيحاولون تنفيذ تلك الوعود تدريجيا وان هذا كان على هذا النحو في عهد نيكولا ساركوزي ولا تغير في سياسة الرئيس الحالي فرانسوا هولاند على الاطلاق .

ومن هذا المنطلق يجدر بالذكر ان نتذكّر زيارة ساركوزي بلدان جنوب القوقاز سنة 2011م حيث كان الرئيس الفرنسي آنذاك مكث في ارمينيا يوما واحدا وصرح بتصريح تناول ما يسمى بمجزرة ارمينية مزيفة ووضع اكليلا الى قاعدة المجمع التذكاري وزار المتحف وغرس شجرة في الحديقة التذكارية وادلى بتصريح امام الصحافة ثم خطب امام مجتمع جورجيا وصرح بدعمه سلامة اراضي جورجيا ولكنه لم يتخذ أيا مما عددنا اعلاه خلال زيارة خاطفة قام بها أذربيجان لمدة عدة ساعات حيث لم يعقد من مؤتمر صحافي في باكو وما زار مقابر الشهداء ولا ادلى بتصريح صحافي للمجتمع ليكون قد ابدى موقفها المدافع عن ارمينيا بمعاملاته المذكورة .
واما الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند فما نجد من تغير جاد في نظرته هو الاخر الى الصراع الارميني الأذربيجاني حيث ان رئيس الدولة التي يلزم عليها المحايدة من طرفي النزاع ما جاز له انه قد زار اريوان للمشاركة في ما يسمى بمجزرة ارمينية ليشجع ارمينيا المحتلة ومن الصحيح انه غادر اريوان الى باكو بعد اليوم ولكنه قام بزيارة رمزية لارضاء النخبة السياسية والمجتمع في أذربيجان فقط . لانه ما استطاع ان يقنع المجتمع حيث اننا وجدنا اتخاذ خطوتين اثنتين اخريين بطلب اللوبي الارميني ورغبة ارمينيا عقب هذه الخطوات الرمزية .
زار مجموعة من نواب البرلمان الفرنسي قراباغ المحتل لمراقبة انتخابات برلمانية مزعومة للنظام الانفصالي المحتل في مدينة خان كندي المحتلة حتى قام زعيم الانفصاليين في قراباغ الجبلي فرنسا وعقد اجتماعات في باريس . طبعا يمكن لباريس ان تصرح ردا على احتجاجات باكو بان النواب مستقلون ولا تأثير فيهم والحال ان بين الذين زاروا قراباغ الجبلي المحتل نواب يمثلون عن حزب الرئيس هولاند ايضا وكان من حق رئاسة الحزب ان تدعوهم للعدول عن هذه الزيارة او لنفرض ان النواب زاروا على كيفهم فكيف زار زعيم الانفصاليين باريس زيارة بسيطة عادية وبأية تأشيرة للدخول حيث كان من حق وزارة الخارجية الفرنسية ان تتدخل في هذه القضية كما كان لها ان ترفض منح تأشيرة دخول له بذريعة ان هذه الزيارة من شأنها ان تؤثر سلبيا في عملية التفاوض في صراع قراباغ الجبلي ولم تفعل وفي حالة عدم اتخاذ باريس شيئا مما عددنا فيعبر كل هذا عن ان فرنسا لا تحترم بسلامة اراضي أذربيجان ولا تهتم بحل عادل لنزاع قراباغ الجبلي .
وبالمناسبة يجب ان نتذكر هنا ان أذربيجان قد قدمت مذكرة احتجاج الى باريس .
ونعلم ان زعيم الانفصاليين في قراباغ الجبلي المحتل قد زار الولايات المتحدة الامريكية قبل مسافرته الى فرنسا ويعرف الجميع ان واشنطن تغض النظر عن تدللات ارمينيا واللوبي الارميني كمثل فرنسا كما ان واشنطن وباريس تقولان قولا بانهما تدعما وحدة اراضي اوكرانيا واتخذتا عقوبات حقا ضد انفصاليي دونباس الاوكرانية وجمدتا حسابات مصرفية لهم والغيتا تأشيرات دخول لهم ولن يخطر على بال اي نائب او سياسي او دبلوماسي امريكي او فرنسي ان يدعو ايا من انفصاليي دونباس لزيارة واشنطن او باريس ولكنه ما سبب وجود استثناء لزعيم الانفصاليين في قراباغ الجبلي المحتل وهو مؤشر الى ان الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا لم تتخليا حتى الان من انتهاج ازدواجية المعايير حيال وحدة اراضي البلدان وتسوية النزاعات .
ويزداد وضوحا يوما الى اخر ان واشنطن وباريس قد تميزتا الانفصاليين الى خيرهم وشرهم وما دامت هذه السياسة مستمرة من العبث توقع وقوع تغير جودة ما في مواقف الولايات المتحدة وفرنسا من أذربيجان التي تسميانها بلدا رائدا لجنوب القوقاز لاننا على الرغم من اهتمامنا بالتعاون مع العالم الغربي فان مواقفها مزدوجة المعايير من وحدة اراضي أذربيجان لتشكل عائقا كبيرا على تطور العلاقات وهذا غير صالح للغرب ولا لنا على حد سواء بل يصلح هذا للوبي الارميني فقط كما ان المواقف مزدوجة المعاير واضحة وعلى النحو المماثل في مواقف شركات فرنسية تعمل في البلد حيث ان الاستثمار في الطاقة يعد اكبر التجارة ثمارا في العالم كما ان الشركات المستثمر في هذا الحقل تكسب بتعهد غير رسمي امام البلد الذي استثمرت فيه وان مثل التعهد في مثال أذربيجان مؤلف من الدفاع عن موقف أذربيجان العادل من حل نزاع قراباغ الجبلي وللشركات العابرة للقوميات امكانات ضغط على النخبة السياسية لبلادها حيث ان أذربيجان تأخذ بعين الاعتبار هذه الامكانات عند انتخابها شركاء لها في قطاع الطاقة لان هذه خبرة مقبولة عبر العالم ويحق لاذربيجان ان تستفيد من امكانات دعاية للشركات الكبرى التي اتاحت لها فرص عمل في اراضيها ولكن أذربيجان ما لقيت من موقف منشود عن توتال الفرنسية التي تدفع اموالا هائلة ضرائب لفرنسا حتى الان مما تربح في أذربيجان من المليارات لان هذه الشركات تنسى واقعا ان أذربيجان لها الحق في تغيير شريك لها في اي آن ارادت وتقطع العلاقات مع اية شركة لمصالحها نفسها ولا شك في ان خسائر هذه الخطوة تعودنّ بالدرجة الاولى الى شركات فرنسية ...
بقلم المحلل ايلخان شاهن اوغلو رئيس مركز اطلس للدراسات
يتحمل كل كاتب المسؤولية عن المقال الذي ينشر باسمه وكل ما يحمله من آراء لا يعبر بالضرورة عن رأي وكالة الصحافة الاذربيجانية ابا / APA .  
إهـ
© جميع الحقوق محفوظة لدن وكالة (APA / ابا ) وكالة الصحافة الأذربيجانية