الاثنين، 17 يوليو 2017

مجزرة خوجالي: أسبابها وعواقبها واعترافها الدولي

بقلم الأستاذ علي حسنوف الدكتور في علوم التأريخ
مساعد الرئيس الأذربيجاني للشؤون الاجتماعية السياسية


مزاعم الارمن الاقليمية وعدوانهم العسكري على أذربيجان في أواخر القرن العشرين

في المنتصف الثاني لثمانينيات القرن العشرين تقدم الأرمن من جديد بالمزاعم الإقليمية على قراباغ الجبلية الأذربيجانية مستغلين الوضع الناشئ من اجل تنفيذ فكرة "أرمينيا الكبرى"، ذلك بمساعدة حماتهم في الخارج القريب والبعيد. كانت تطرح المزاعم الإقليمية على أراضي قراباغ كل مرة من الخارج وبتبليغ وتحريض أرمينيا وضغطها.

ان الساسة الارمن وحماتهم الذين كانوا يسعون الى تصعيد حدة التوتر الناشئ عند مستهل أحداث عام 1988 وتأليب الرأي العام على أذربيجان نظموا إضرابات ومظاهرات في خانكندي ويريفان وفقا لمخططاتهم التي أعدت مسبقا لإلحاق قراباغ الجبلية بأرمينيا تحت ذريعة التخلف الاقتصادي للإقليم، وبالتالي كانت المؤسسات تتوقف عن العمل. لكن الاحداث التالية أظهرت ان هذا الفكر المزيف الذي أطلقه الساسة الارمن وحماتهم في المركز حول التخلف الاجتماعي الاقتصادي لإقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي مجرد ذريعة. اما الهدف منها هو مطامع ارمينيا على أراضي أذربيجان.

في المنتصف الثاني لهذا العام تصاعد توتر الاوضاع حيث ادت الى العدوان المسلح على السكان الاذربيجانيين لإقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي. وشن الارمن هجوما شاملا على كركيجهان وخوجالي في نهاية اغسطس ومطلع سبتمبر. في 18 سبتمبر طرد الارمن بالقوة حوالي 15 ألف اذربيجاني في خانكندي وأحرقوا بيوتهم.

في هذا السياق المتوتر في قراباغ الجبلية انتهك السوفييت الأعلى لجمهورية ارمينيا الاشتراكية السوفييتية انتهاكا سافرا لسيادة اذربيجان بتبني قرار متناقض مع الدستور بشأن إلحاق إقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي الى جمهورية ارمينيا الاشتراكية السوفييتية في 1 ديسمبر عام 1989. ان الاخطاء الفادحة وغير المقبولة المرتكبة من قبل القيادة السوفييتية وسياستها المتحيزة الى الارمن ادت الى زيادة الوضع توترا في نهاية عام 1990 واوائل عام 1991 وتوسع نطاق العدوان الارميني في إقليم قراباغ الجبلية ذي الحكم الذاتي ومناطق اذربيجان متآخمة مع أرمينيا.

ان الاحداث الارهابية التي تعرضت لها قطارات الركاب السائرة بين موسكو وباكو، والسيارات الموجهة على الطريق بين تبيليسي وباكو، تبيليسي وأغدام، أغدام وشوشا، أغدام وخوجالي حصدت أرواح مئات الاذربيجانيين. وسقط آلاف الاذربيجانيين ضحايا لسياسة العدوان الارمينية المدعومة من قبل السلطات الحاكمة في موسكو. ومن المؤسف ان عدم التصدي للانفصاليين الارمن في بداية الاحداث زاد الاوضاع تدهورا وتوترا. في النتيجة ارتكب الارمن في الاقليم الخارج عن سيطرة الحكومة الاذربيجانية جرائم أكثر دموية ضد الاذربيجانيين بمساعدة الوحدات المسلحة والآليات العسكرية المرسلة من ارمينيا، الأمر الذي أسفر عن اشتعال النزاع وتحوله الى حرب واسع النطاق.

ابتداء من عام 1991 ازدادت حدة التوتر في الجزء الجبلي لقراباغ. خلال شهري يونيو – ديسمبر لذلك العام قتل 12 شخصا وجرح 15 شخصا آخر نتيجة هجوم الوحدات المسلحة الارمينية على قرية قاراداغلي لخوجاوند وقرية ميشالي لمحافظة عسكران . وخلال شهري أغسطس – سبتمبر لذلك العام لقي 17 مواطنا مصرعهم وأصيب حوالي 90 أذربيجانيا بجروح نتيجة استهداف الحافلات السائرة بين شوشا وجميللي، أغدام وخوجاوند، أغدام وقاراداغلي بطلقات نارية من قبل الميليشيات الارمينية المسلحة. في نهاية أكتوبر وخلال شهر نوفمبر عام 1991 أحرق الأرمن ودمروا ونهبوا أكثر من 30 منطقة سكنية في الجزء الجبلي لقراباغ، بما فيها قرانا الاستراتيجية الأهمية أمثال توغ وإمارة قروند، سيرخاوند، ميشالي، جميللي، أومودلو، قاراداغلي، كركيجاهان وغيرها.

ابتداء من أوائل عام 1992 سقطت المناطق السكنية الأخيرة المأهولة بالاذربيجانيين في قراباغ العليا في قبضة احتلال جيش أرمينيا. في 12 فبراير استولت وحدات القوات المسلحة لارمينيا على قريتي ماليبايلي وقوشجولار لشوشا. وسقط 118 مواطنا (أطفال، نساء وعجائز) أسرى في يدي جيش الاحتلال اثناء الهجوم المسلح على قرية قاراداغلي لمحافظة خوجاوند في فترة من 13 الى 17 فبراير، كذلك قُتِل هناك 33 اذربيجانيا من قبل الأرمن رميا بالرصاص ودُفنوا مع الجرحى الآخرين جماعيا في بئر موجود هناك. كذلك اغتيل 68 شخصا من الأسرى وتم تحرير 50 أسيرا بصعوبة كبيرة. وتوفي 18 شخصا بعد وقت قليل من تحررهم بسبب جروح خطيرة أصابتهم في مدة احتجازهم. ان المعاملة الوحشية والهمجية مع الأسرى، حالات قطع رؤوسهم، ودفنهم أحياء، وخلع أسنانهم بالتعذيب، ومنعهم من الطعام والماء، قتلهم تحت التعذيب كل هذا أبشع جريمة ضد الإنسانية. وقتل 4 افراد من كل أسرتين في قرية قاراداغلي، وفقد 42 عائلة رؤوسها، وأصبح حوالي 140 طفلا أيتام. في هذه القرية التي تعرض سكانها للإبادة الجماعية على يدي الأرمن قتل بشكل عام 91 مواطنا أي واحد من كل عشر سكان للقرية.

مجزرة خوجالي أخطر جريمة ارتكبها الأرمن
ضد الاذربيجانيين في نهاية القرن العشرين

توصف الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأرمن في خوجالي في نهاية القرن العشرين كاحدى أبشع الجرائم المرتكبة ضد ...