الأحد، 6 يناير 2013

أرمينيا تفهم أنها تنهمز أمام أذربيجان في حالة نزاع مسلح

باكو / ‏05‏/01‏/2013 / أ ب أ. مقابلة صحفية أجرتها وكالة وستي.أذ التابعة لقابضة أ ب أ مع ويتالي أركوف المحلل السياسي الروسي ورئيس شبكة الخبراء التحليلية السياسية الروسية PolitRUS.com .

س: كيف تقيّم السنة المنصرمة 2012 على خلفية تطور العلاقات الروسية الاذربيجانية؟ وهل توافق مع آراء محللين سياسيين وخبراء حول أن مغادرة روسيا محطة رادار غابالا شابت العلاقات الثنائية على محمل الجد بتأثيرها البارد عليها؟
ج: وفي الحقيقة، من الممكن ان تكون بين موسكو وباكو بعضا من البرودة مع أنني أعدّ محطة رادار غابالا نتيجة وليس سببا لتلك البرودة. كما أجد من بين أسباب دعما فعالا لموسكو يريفان في قضية تبعية قراباغ الجبلي وكذلك في ممارسة الرئيس إلهام علييف سياسة تزداد موالاة الى الغرب والولايات المتحدة الامريكية يوما الى آخر. ومن المعلوم، أن الولايات المتحدة الامريكية تخصص لأذربيجان دورا موازنا محتملا ضد إيران وتركيا في المنطقة.
كما من المهم هنا أن نفهم أن الرئيس علييف تنتظره الانتخابات الرئاسية التالية في خريف سنة ثلاث عشرة بعد الألفين. وإن مواقفه وطيدة علما بأن يكون هو أقوى وأكثر مستقلا باعتباره رئيسا للدولة في أعين الناخبين وأنظار النخبة في باكو قبل كل شيء، من الأمور التي تعد غير عبث تماما، كيلا يقدر أحد على توبيخه في ضعف في العلاقات مع موسكو وبوتين.

س: أرأيت، كيف يتصرف روسيا على خلفية شيء من البرودة الموجودة في العلاقات الروسية الاذربيجانية في حالة استئناف النزاع المسلح بين أذربيجان وارمينيا حول قضية قراباغ الجبلي؟ وهل يجوز ان ننتظر إصدارا جورجيا عندما تقوم موسكو قياما سافرا لتدعم جانبا واحدا من طرفي النزاع؟ وهل من الممكن ان نتوقع على وجه العموم إعادة فتح النزاع على ضوء الانتخابات الرئاسية القادمة هذا العام الثلاث عشر والألفين في ارمينيا وفي أذربيجان على حد سواء؟
ج: لنستهل من أن نزاعا مسلحا من أجل قراباغ الجبلي لا يمكن ان يبتدئ إلا بمبادرة باكو بما أن يريفان يصلح لها كاملا أنها تسيطر على هذه الأراضي ولو على وضع غير محدد وفي يريفان يدركون أتم الإدراك أنهم في حالة نشوب نزاع مسلح يصبحون مغلوبين أمام باكو لأن جيش أذربيجان قد اشتد ساعده خلال السنوات الأخيرة اشتدادا كبيرا كما ان نفقات الميزانية الاذربيجانية للجيش تكاد تتجاوز عن ميزانية أرمينيا كلها. ولكن عسكرة أذربيجان لا تجري بغرض وحيد وهو احتمال حرب محتملة ضد ارمينيا بل لها أغراض أخرى تماما وسنتناولها فيما يلي أيضا.
وعلى الرغم من ان قعقعة السلاح تعدّ خطوة حسنة شعبية عند الفترة ما قبل الانتخابات، وعلى كل حال، من المستبعد ان تباشر أذربيجان بعمليات حربية لأنها قد تفقد كثيرا من ناحية سمعة وشعبية حيث من الممكن ان يتحول وضع أذربيجان كضحية بريءة على يد المحتلين الأرمن تحصل من ذلك على تفوقات ملحوظة في الغرب وعلى صعيد المجتمع الدولي عموما تحولا الى تصنيف معتدين ومحتلين مع جميع ما ينبثق عن ذلك من العوائق السلبية بالنسبة لنفسها وحتى الحظر الشامل والمقاطعة، مما يساوي هلاكا بالنسبة لبلد يعيش اقتصاده على حساب تصدير الطاقة في الأساس. ولذلك، لا انتظر إعادة فتح نزاع مسلح في نزاع قراباغ الجبلي في عام ثلاثة عشر والألفين الجاري.

س: وما هو يأتي على منطقة جنوب القوقاز وعلى أذربيجان بالتحديد في حالة الشروع في حملة حربية ضد إيران؟ وهل لإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ان تعزمان في العموم على غزو كامل النطاق على إيران؟ كيف ترد على ذلك؟
ج: وفي حالة بدء عملية حربية ضد إيران علما بكون احتمالها عاليا جدا، وذلك في حال عدم فوز مرشح غير موال الى الولايات المتحدة الامريكية في ذلك البلد، تصبح أذربيجان على الأرجح، من إحدى القواعد المنطلقة لجيوش الناتو ما يسمى بائتلاف مضاد لإيران. وبعد انتهاء العمليات يتم الحفاظ على قواعد حربية للناتو (واقرأ: الولايات المتحدة الامريكية) على اراضي أذربيجان تحت ذريعة الرقابة على الاستقرار في المنطقة.

س: ولو ظهرت على أراضي أذربيجان قواعد حربية أمريكية وما يجوز ان نتوقعه في تلك الحالة من روسيا، الذي يعدّ تقليديا منطقة القوقاز منطقة نفوذه هو؟ وهل من الممكن ان روسيا سوف يعزم على تقديم قضية الاعتراف باستقلال قراباغ الجبلي باعتبار ذلك ضغطا على باكو؟
ج: وأنا بالأصالة لا أود ان أستبعد سير الأحداث مثل ذلك...

س: غير أن العلاقات الاذربيجانية الروسية في هذه الحالة ستنفد نهائيا وتكون من المستحيل إعادة إقامتها...
ج: ننتظر ونرى. ولكني آمل على كل حال في أن الولايات المتحدة الامريكية تعقل رغم كل شيء عدم دخول في ايران، لأن إسرائيل هي التي ستكون ضحية كبرى في هذه الحالة.
إهـ / © جميع الحقوق محفوظة. للإستفادة من المعلومات يتحتم الإستناد إلــى وكالة الصحافة الأذرية (أ ب أ) وبالارتباط التشعبي.