الأحد، 6 يناير 2013

«جراح تحدث لي أن أرمينية حاولت ان تزحف وساقاها مكسورة بعد ان علمت انه أذربيجاني الأصل»



باكو / ‏05‏/01‏/2013 / أ ب أ. أجرت وكالة وستي.أذ التابعة لقابضة أ ب أ مقابلة صحفية مع ولاديسلاف شوريغين من مواليد عام ثلاثة وستين وتسعمئة بعد الألف في يفباتوريا في القرم، الناشر العسكري والمحلل ونائب رئيس تحرير جريدة «زافترا» (غدا) وعضو اتحاد الكتّاب الروسي.

س: السيد ولاديسلاف، قد زرت بصفة مراسل عسكري أكثر من خمسين ومئة مرة «نقاط ساخنة» سواء أهي في أراضي الاتحاد السوفياتي البائد أم في اليوغوسلافية سابقا ولكنه لعارنا العظيم، فقد علمنا مؤخرا أنك مقلد بشهادة فخرية من وزارة الدفاع الاذربيجانية لإنقاذ شخص في القتال. فتحدث لنا من فضلك، متى وفي أية ظروف حدث ذلك؟
ج: كانت أوضاع عادية جدا حيث كنت في مأمورية تالية وكان في أيلول عام اثنين وتسعين وتسعمئة والف لو لا تخونني ذاكرتي، عندما كانت في جبهة أغدره تجري معارك شرسة. وكنت مع فريق من الصحفيين الاذربيجانيين وإذا وقعت سيارتنا تحت إطلاق نيران كثيفة عند أحد انحرافات في الطريق. وأصيب بجروح خطيرة أحد من الصحفيين فقمت بجره تحت نيران كثيفة غير منقطعة الى معزل ومارست له إسعافا وها هو بالأحرى، كل ما يعزونه اليّ من الخدمة. وحينما اطلعوا على هذا في وزارة الدفاع الاذربيجانية قرروا بمنح شهادة فخرية لي.

س: وكما هو معلوم عندنا، لم تك هذه المأمورية أولى الى قراباغ الجبلي...
ج: نعم، كانت هذه هي الثانية. وفي المرة الأولى وجدت نفسي هناك في أيار عام اثنين وتسعين وتسعمئة بعد الألف في عهد نشاط اللجنة التنظيمية الجمهورية لشؤون قراباغ الجبلي برئاسة ويكتور بوليانيتشكو. وكانت الأوضاع في قراباغ حينذاك كما أتذكر الآن بوضوح، أصبحت معتدلة نسبيا، حيث تم تنفيذ تدابير قوة ضرورية هناك. ومن الممكن القول بأن الأوضاع كانت تكاد آنذاك تتسوى، حيث كان حينذاك من الممكن ان تركب سيارة قصدك من أغدام الى لاتشين عبر الطرق البرية وحتى ان تشرب الشاي في مكان ما في الطريق. وأما في خريف عام اثنين وتسعين وتسعمئة والف فصارت الأوضاع تخالف ما قبلها كل الخلاف.

س: وهل أوضحوا لك فحوى الخلاف عندما كنت زائرا قراباغ الجبلي لأول مرة في مايو عام واحد وتسعين وتسعمئة والف؟
ج: طبعا، كنا في ذلك الحين على علم بأن الأوضاع «يصاعدها» ويزعزعها اللوبي القومي الارميني. لأن أذربيجان كانت آنذاك جمهورية مستقرة للغاية والتي شاركت في الاستفتاء العام للحفاظ على الاتحاد السوفياتي وكانت تعدّ حصنا للاتحاد يكافح الانفصالية.

س: فقد استمعنا الى ردك على سؤال كنا نود طرحه عليك، ولكنه رغم ذلك، فإن هذا الموضوع لا يزال يثير استياء لدى الطرف الارميني. وفي كانون الاول عام ثمانية وثمانين وتسعمئة والف كنت أنت في أرمينيا التي تكبدت كثيرا من هزات أرضية شهيرة، حيث التقيت هناك بجراح أذربيجاني كان ينقذ مصابين ومعانين أرمن من الكارثة. وقد رآه شخصان لا يتعارفان بعضهما بعضا وهما أنت المحترم والعقيد نيقولاي تاراكانوف الذي كان يشغل حينذاك منصب قائد أركان الدفاع المدني لجمهورية روسيا الاتحادية السوفياتية. ولنضع نقطة نهائية على هذه المنازعة، قل لنا، هل كان هو الجراح الأذربيجاني المذكور شخصا موجودا في الواقع أم لا؟
ج: إني أصرح بكل المسؤولية بأنه كان شخصا حقيقيا فقد تحدثت معه أنا شخصيا كما قد أجريت معه مقابلة صحفية. وكان جراحا عسكريا يعمل في مستشفى لنيناكان العسكري. وكان يقيم فيها مع عائلته. وبعد وقوع الزلازل قام على الفور الى مائدة الجراحة لبياشر إنقاذ أرمن كانوا يُنقلون الى المستشفى ولكنه أخذ يهتم بمصير أسرته بعد مرور يومين أو ثلاثة، لأنه ما استطاع ان يعتزل عن المائدة. وكانت مشاعر الواجبة لا تجيزه ان يترك مصابين في الزلازل ليشرع في البحث عن بيته وأسرته. ولحسن الحظ ما فقد عائلته. وقد تحدث لي نفسًُه، أنه نُقلت الى المستشفى صبية بإصابات خطيرة ونزف الدماء وقام بإجراء عملية جراحية عليها لمدة أربع ساعات ليعيدها الله تعالى الى الحياة. وبعد العملية نزل أبواها عليه بدموع للشكر له وبكلمات أرمينية وفاجأهما بقوله بأنه لا يفهم شيئا مما يقولان الأبوان، فسأل أبو الصبية عن جنسيته؟ ورد الجراح عليه «اذربيجاني»، وبصق على الأرض وانصرف.
كما أن هذا الشخص تحدث لي انه صادف أرمينية مسنة حاولت زحفا عندما علمت ان جراحا سيجري عملية عليها هو أذربيجاني الأصل وكانت ساقاها مكسرة. وطبعا، كان يتحدث كل هذا لي بشيء من الفكاهة، بما ان أحدا ما كان له ان يحتمل ان كل شيء ينقلب معاكسا قريبا.
كما التقيت في ارمينيا المنكبة بكثير من عساكر اذربيجانيين كانوا يؤدون هناك خدمة عسكرية اضافة الى ممارستهم ممارسة فعالة في أعمال انقاذ المصابين من تحت الأنقاض.

س: وفي إحدى مقابلات لك صرحتَ بأن «روسيا الذي قد أعلن نفسَه وسيطا في تسوية نزاع قراباغ الجبلي هو مربوطٌ بالفعل أيديا وساقين اليوم». وهل لك ان توضح لنا ما هو قصدك؟
ج: أجد، ان موقف روسيا من قضية تسوية نزاع قراباغ الجبلي هو انه لا يمكّن تمكينا وطيدا موسكو من ممارسة تأثير على طرفي النزاع. ومن جهة، في ارمينيا قاعدة حربية روسية وروسيا مربوط باذربيجان بمشاريع للطاقة من جهة أخرى. وبالتالي، والحاصل ان روسيا يحاول ببساطة إمساك طرفي النزاع عن خطوة قاتلة أيا كان مع انه تغيب عنه أية من الامكانيات للتأثير عليهما تماما.

س: وهل لمغادرة روسيا محطة رادار غابالا أي من التأثير في العلاقات الاذربيجانية الروسية؟
ج: أرى، أن هذا لن يؤثر بشدة على العلاقات الثنائية. وكان خبراء ومتخصصون يلمون بواضح بأن روسيا كان من الواجب عليه ان يغادر من غابالا عاجلا أم آجلا، لأن الموضع الاستراتيجي المثيل الواقع على اراضي دولة أخرى لم يك ملكية روسيا كاملا.

س: وفي الختام، نود ان نعلم، هل كنت زائرا أذربيجان بعد عام اثنين وتسعين وتسعمئة والف؟
ج: وقد كنت في أذربيجان عام ثلاثة وتسعين وتسعمئة والف للمرة الأخيرة. وللأسف ما تيسر لي ان أزور البلد أو يجب أن أقول بالأحرى، لحسن الحظ ولا للأسف لأنني ناشر عسكري أتخصص في «نقاط ساخنة» ومفاد ذلك أنني لئن لم أزركم يعني ذلك أن كل شيء في جمهوريتك على ما يرام ومستقر.
إهـ / © جميع الحقوق محفوظة. للإستفادة من المعلومات يتحتم الإستناد إلــى وكالة الصحافة الأذرية (أ ب أ) وبالارتباط التشعبي.